بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله في الآية القرآنية الكريمة: "وَلاَ تَسُبواْ الذِينَ يَدْعُونَ مِن
دُونِ اللهِ فَيَسُبواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَينا لِكُل أُمةٍ عَمَلَهُمْ ثُم
إِلَى رَبهِم مرْجِعُهُمْ فَيُنَبئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون" (الأنعام:108).
إننا عشنا ونعيش أجواء صاخبة بسبب الإساءة التي ارتكبتها بعض وسائل الإعلام في الغرب تجاه شخصية الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث نشِر بعض الرسوم الساخرة التي تنال من مكانة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، رسولنا الذي يمثل أعلى درجات الفضل والكمال والقرب من الله تعالى، فهو خاتم الأنبياء (عليهم السلام) وأفضلهم، وبالتالي هو أفضل البشر (صلى الله عليه وآله وسلم). ولكن من المؤسف أن هذا الأمر لم يقتصر على صحيفة واحدة وبلد واحد، بل بدأت صحف أوروبية تتضامن مع هذه الصحيفة تحت عنوان حماية حرية التعبير. وبسببٍ من هذا فإنه من الطبيعي أن تظهر ردّات فعل من جماهير الأمة الإسلامية ومؤسساتها تجاه هذه الممارسات، وهذا أقل ما يمكن أن يفعله المسلمون للدفاع عن مقام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم). فلذلك وجدنا من المناسب التطرق إلى مسألة الدين ومكانته في حياة الإنسان، ومسألة احترام الخصوصيات والمقدسات الدينية.
فلو نظرنا إلى الآية في بداية الموضوع لوجدنا أنها تشير إلى منطق عقلاني، فعندما تتعرض لمقدسات الآخرين سيستثيرهم هذا الأمر، فيسبون مقدساتك بجهل منهم. كما يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): "اجعل نفسك مقياسا فيما بينك وبين غيرك"، وورد في الحديث: "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به". واللجوء إلى أسلوب السب والشتم للمخالف أمر يرفضه الإسلام، لأنه:
أولاً: سيولّد ردّة فعل تكون سببًا في التعرّض لمقدسات ومعتقدات المسلمين.
وثانيًا: لأنه لا يوصل إلى نتيجة غير التباغض والتشاحن، ويجعل الطرف الآخر أكثر تعصبًا لمذهبه ومعتقده، وأكثر تعصبًا ضد المسلم.
خصوصًا أن السباب والشتم هما وسيلة العاجز، ومن لا يملك دليلاً وحجة على معتقداته، والإسلام قائم على البرهان والإقناع، وليس على مجرّد الشعارات.